تطورات متسارعة في ملف الأسرى وتوسيع السيطرة الإسرائيلية داخل غزة

تشهد الساحة الفلسطينية – الإسرائيلية توترًا متصاعدًا على وقع تعثر جهود استعادة جثث الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وسط تصعيد ميداني إسرائيلي جديد وتباين في المواقف الدولية حول مستقبل الانتشار العسكري في القطاع.
حماس: نبحث ليلًا ونهارًا عن جثث الأسرى الإسرائيليين
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية إن الحركة تواصل جهودها “ليلًا ونهارًا” للعثور على جثث الأسرى الإسرائيليين داخل القطاع، مؤكدًا أن 13 جثة ما زالت بحوزة الحركة حتى الآن.
وأضاف الحية أن عمليات البحث تواجه صعوبات كبيرة نتيجة تغيير إسرائيل لطبيعة أرض غزة خلال الحرب، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص الذين دفنوا الأسرى قد قُتلوا، فيما لم يُعرف بعد مكان دفن عدد منهم.
وفي سياق آخر، شدد الحية على أن سلاح حركة حماس لن يُسلَّم إلا بعد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، موضحًا أن هناك حوارًا وطنيًا جاريًا بشأن مستقبل السلاح المقاوم، “المرتبط بوجود الاحتلال”، حسب تعبيره.
إسرائيل: نتائج الصليب الأحمر لا تعود لأي من الأسرى
من جانبها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر طبية قولها إن الفحوص الأولية للرفات التي تسلمتها إسرائيل من غزة عبر الصليب الأحمر لا تعود لأي من المحتجزين الثلاثة عشر، ما أثار جدلًا واسعًا داخل إسرائيل حول دقة المعلومات الميدانية المتوفرة.
في المقابل، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مصر تُعد “العنصر الرئيسي” في عملية البحث عن جثث المحتجزين، في إشارة إلى دور القاهرة في الوساطة بين الجانبين وتنسيق الجهود الإنسانية عبر الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
كتائب القسام: العثور على جثة أسير وتأجيل التسليم
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها عثرت على جثة أحد أسرى الاحتلال خلال عمليات بحث في أحد الأنفاق جنوب القطاع، لكنها أرجأت تسليم الجثمان بسبب خروقات إسرائيلية.
وحذّرت الكتائب من أن أي تصعيد عسكري جديد سيؤدي إلى تعطيل عمليات البحث والحفر، ما قد يعرقل جهود استعادة الجثث الإسرائيلية.
خلافات دولية حول تفويض القوة الأممية في غزة
وفي تطور سياسي متصل، كشفت قناة i24 العبرية عن خلافات كبيرة داخل مجلس الأمن بشأن التفويض المتوقع للقوات الدولية التي يُخطط لإدخالها إلى قطاع غزة ضمن خطة ترامب.
وأوضحت القناة أن الدول العربية تطالب بتشكيل قوة أممية رسمية وفق الفصلين السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة، على غرار قوات “اليونيفيل” في لبنان، في حين تعارض إسرائيل ذلك بشدة خشية أن يشكل سابقة في نزاعها مع الفلسطينيين.
إسرائيل توسّع نطاق سيطرتها داخل القطاع
وفي مؤشر على تصعيد ميداني جديد، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطّلعة أن الحكومة قررت توسيع المنطقة التي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي داخل غزة إلى ما وراء الخط الأصفر، في خطوة يجري تنسيقها مع الجانب الأمريكي.
وقال مصدر إسرائيلي لقناة i24news إن الرد على “الانتهاكات الحالية” سيكون أقوى بكثير من الرد السابق، في حين تحذر فصائل فلسطينية من أن هذا التصعيد قد يعرقل المساعي الإنسانية والجهود الجارية لاستعادة الهدوء.
إدانة أوروبية واستمرار الدعم الإنساني المصري
وفي موازاة التصعيد، أدانت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف وحدة تابعة لقوات “اليونيفيل” في 26 أكتوبر الجاري، داعية إلى احترام وقف إطلاق النار المعلن في نوفمبر الماضي وانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانية.
وفي الجانب الإنساني، أطلق الهلال الأحمر المصري قافلة “زاد العزة” الستين، محملة بنحو 9800 طن من المساعدات الإغاثية العاجلة إلى قطاع غزة، استمرارًا للجهود المصرية في تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع المحاصر.

تعليقات