
تُظهر خسارة مانشستر سيتي أمام أستون فيلا (1-0) بوضوح مدى اعتماد الفريق الكبير على رودري في مركز الارتكاز الدفاعي، بعد أن فشلت تجربة بيب جوارديولا الأخيرة في إيجاد بديل قادر على أداء نفس الدور الحيوي.
في غياب رودري، قرر جوارديولا الدفع بالهولندي تيجيان رايندرس كلاعب ارتكاز، وهي أعمق نقطة لعب فيها منذ انضمامه إلى الفريق الصيف الماضي قادمًا من ميلان، حيث كان يؤدي هناك دور اللاعب “بوكس تو بوكس” القادر على الربط بين الدفاع والهجوم.
لكن التجربة لم تنجح. فبينما تألق رايندرس في إيطاليا بقدرته على التقدم داخل منطقة الخصم وصناعة الخطورة، بدا محدود التأثير أمام فيلا عندما طُلب منه أداء دور “المحور الثابت”. وجاء هدف المباراة الوحيد عبر ماتي كاش من تسديدة على حدود منطقة الجزاء، وسط جمود دفاعي من لاعبي سيتي، بينهم رايندرس.
الإحصاءات أكدت سوء التوظيف؛ إذ لم ينجح رايندرس في افتكاك أي كرة أو قطع تمريرة واحدة، وخسر جميع مواجهاته الفردية السبع، وارتكب أربعة أخطاء، وفقد الاستحواذ على الكرة سبع مرات.
وتُعيد هذه المباراة إلى الأذهان معاناة سيتي الموسم الماضي عند غياب رودري، ما يفسر استمرار الحديث عن بحث النادي عن بديل طويل الأمد للنجم الإسباني.
وفي المقابل، قدّم الشاب نيكو غونزاليس أداءً أكثر صلابة بعد دخوله بديلًا، حيث فاز بتدخلين ناجحين وحقق نسبة 50% في الالتحامات، ما جعله الخيار الأقرب لتعويض رودري مؤقتًا. لكن رغم ذلك، لا يزال أمامه طريق طويل لإثبات أنه خليفة قادر على حمل مسؤولية لاعب فاز بالكرة الذهبية العام الماضي.
وبناءً على ذلك، من المرجح أن يدخل مانشستر سيتي سوق الانتقالات الشتوية بحثًا عن لاعب ارتكاز دفاعي جديد، أو على أبعد تقدير في الصيف المقبل، لتقليل الاعتماد المفرط على رودري وإتاحة الفرصة لرايندرس للعودة إلى مركزه الطبيعي كلاعب وسط متقدم (رقم 😎.
ورغم براعة جوارديولا في تطوير اللاعبين وإعادة توظيفهم، إلا أن وضع رايندرس في مركز ارتكاز ثابت يبدو أنه يحد من إمكانياته الهجومية، مما يجعل الحاجة إلى دعم هذا المركز أولوية قصوى للفريق السماوي في الفترة القادمة.
