إسرائيل فقدت مكانتها في الغرب وأصبحت رهينة لواشنطن

شنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت هجومًا حادًا على رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو، متّهمًا إياه بالتسبب في تدهور مكانة إسرائيل الدولية وفقدانها الدعم الغربي الذي تمتعت به لعقود.

وقال بينيت، في تصريحات نقلتها القناة “12” العبرية، إن “سياسات نتنياهو دفعت إسرائيل إلى خسارة الديمقراطيين ونصف الجمهوريين في الولايات المتحدة، وأفقدتها ثقة أغلب دول الغرب”، مضيفًا أن إسرائيل “تحولت إلى دولة تابعة فعليًا لواشنطن وفقدت استقلاليتها السياسية”.

 إسرائيل فقدت استقلالها… والجيش يتلقى تعليماته من قاعدة أمريكية

وأشار بينيت إلى أن قاعدة عسكرية أمريكية أقيمت مؤخرًا في كريات جات (جنوب مركز التنسيق بشأن غزة)، قائلًا إن التعليمات الصادرة من تلك القاعدة إلى الجيش الإسرائيلي تمثل “تدخلًا غير مسبوق في السيادة الإسرائيلية”، واصفًا هذا الوضع بأنه “غير مقبول على الإطلاق”.

وأضاف أن حكومة نتنياهو “أخفقت في الحفاظ على العلاقات الإستراتيجية مع الغرب، ووضعت إسرائيل في عزلة متزايدة عن حلفائها التقليديين”.

 الاعتماد على ترامب كان خطأ استراتيجيًا

وفي حديثه عن العلاقة مع واشنطن، قال بينيت إن الاعتماد المفرط على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان “خطأً استراتيجيًا”، رغم إشادته بدور ترامب في اتفاق تبادل الأسرى الأخير بين إسرائيل وحركة حماس، الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري بعد حرب استمرت عامين على غزة، خلّفت وفق المصادر الفلسطينية أكثر من 68 ألف قتيل و170 ألف مصاب.

هجوم على بن غفير: “وزير التيك توك

ووجّه بينيت انتقادات لاذعة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قائلًا إنه “يقضي يومه في تسجيل مقاطع على تيك توك بدل أداء مهامه”، مشيرًا إلى أن معدلات الجريمة في المجتمع العربي تضاعفت منذ توليه المنصب، واصفًا إياه بأنه “الوزير الأكثر فشلًا في تاريخ وزارة الأمن الداخلي”

لجنة تحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر

وكشف بينيت أنه في حال عودته إلى رئاسة الحكومة سيعمل على تشكيل لجنة تحقيق رسمية في “إخفاقات السابع من أكتوبر 2023″، في إشارة إلى الهجوم المفاجئ الذي شنّته فصائل المقاومة الفلسطينية وأدى إلى أزمة داخلية غير مسبوقة في إسرائيل.

 معارضة متزايدة وعزلة دولية

وتأتي تصريحات بينيت في ظل تصاعد المعارضة الداخلية ضد حكومة نتنياهو.
فقد قال زعيم المعارضة يائير لابيد خلال جلسة للكنيست إن إسرائيل تمرّ بـ “أخطر أزمة سياسية في تاريخها”، مشيرًا إلى “تزايد العزلة الدولية واعتراف مزيد من الدول بدولة فلسطين”، فضلًا عن قرارات مؤسسات مالية دولية مثل الصندوق السيادي النرويجي الذي قرر سحب استثماراته من إسرائيل.

وبحسب استطلاعات رأي حديثة نُشرت في وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نسبة كبيرة من الإسرائيليين يفضّلون بينيت لرئاسة الحكومة بدلًا من نتنياهو، خاصة مع إعلان بينيت عزمه خوض الانتخابات المقبلة عام 2026 على رأس حزب جديد يحمل اسم “بينيت 2026”.