
أكد السفير أيمن مشرفة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدور المصري في وقف إطلاق النار بقطاع غزة كان محوريًا وحاسمًا، مشيرًا إلى أن معبر رفح يمثل الشريان الرئيسي لغزة منذ سنوات طويلة، حتى قبل اندلاع حرب السابع من أكتوبر، موضحًا أن مصر، منذ إعادة فتح المعبر مؤخرًا، تمكنت من إدخال نحو 600 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية التي تضمنت الأغذية والأدوية وكافة الاحتياجات الأساسية، مما ساهم في تخفيف حدة المجاعة والمعاناة داخل القطاع.
وأضاف “مشرفة”، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “عن قرب مع أمل الحناوي” على قناة “القاهرة الإخبارية”، اليوم السبت، أن مصر لم تدخر جهدًا إنسانيًا أو لوجستيًا منذ بداية الأزمة، حيث فتحت موانئها ومطاراتها لاستقبال المساعدات الدولية وتوجيهها إلى غزة، مشددًا على أن هذا الجهد يعكس التزام القاهرة الثابت بدعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها القطاع.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الجهود الدبلوماسية المصرية استمرت لعامين كاملين من المفاوضات المكثفة التي تنقّلت بين القاهرة والدوحة وعدد من العواصم الأوروبية بهدف تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في غزة، موضحًا أن الجانب الإسرائيلي كان يعقّد المسار التفاوضي من حين لآخر بتغيير الشروط وقواعد التفاوض، وهو ما أدى إلى إطالة أمد المباحثات وتعقيد فرص التوصل إلى اتفاق شامل في وقت مبكر.
وأشار “مشرفة” إلى أن تكثيف التحركات المصرية مؤخرًا بالتوازي مع ضغوط أمريكية فاعلة ساهم في دفع إسرائيل نحو القبول بوقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن اتفاق شرم الشيخ جاء تتويجًا لهذه الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تجسّد التزام مصر الثابت بدورها الإقليمي ومسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
