
في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة الإسماعيلية، اعترف تلميذ لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره بقتل زميله وتقطيع جثمانه باستخدام صاروخ كهربائي، قبل أن يضع أجزاء الجسد داخل أكياس بلاستيكية ويخفيها في حقيبته المدرسية، ويسير بها لمسافة طويلة حتى منطقة كارفور بالإسماعيلية للتخلص منها.
التحريات الأولية
وكشفت التحقيقات الأولية التي تجريها النيابة العامة بالإسماعيلية، في القضية المقيدة برقم 3625 لسنة 2025 إداري مركز الإسماعيلية، تفاصيل مروّعة أدلى بها المتهم في اعترافاته، حيث قال إنه نفّذ الجريمة بمفرده داخل منزله بمنطقة المحطة الجديدة، دون مساعدة من أحد، مضيفًا: ‘ماكانش في عربية مستنياني.. ولا حد ساعدني.. أنا اللي عملت كل حاجة بإيدي’.
نص التحقيقات
وأوضح المتهم أنه بعد ارتكاب الجريمة، وضع أشلاء زميله داخل أكياس سوداء اللون، ثم خبأها في حقيبة المدرسة وسار بها على قدميه حتى منطقة كارفور الإسماعيلية، حيث ألقى الأجزاء على مراحل وفي مواقع متفرقة، وهي الأماكن التي عثرت فيها قوات الأمن لاحقًا على بقايا الجثمان.
فيلم اجنبي
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم تأثر بأحد الأفلام الأجنبية العنيفة التي شاهدها مؤخرًا، محاولًا تقليد بطل الفيلم في طريقة تنفيذ الجريمة، مضيفا أنه استخدم ‘الصاروخ الكهربائي’ المملوك لوالده بعد أن اعتدى على زميله بعصا خشبية حتى فقد وعيه، ثم أجهز عليه.
وأكد والد المتهم في أقواله أنه فوجئ بانبعاث رائحة دماء نفاذة داخل المنزل، ليفاجأ بمنظر صادم لأجزاء من الجثة أسفل السرير، قبل أن يفرّ من المكان مذعورًا ويبلغ الشرطة.
من جانبها، أمرت النيابة العامة بإرسال الأكياس البلاستيكية وعددها 5 أكياس إلى الطب الشرعي لفحصها، إلى جانب إرسال عينات الدماء التي تم العثور عليها في مسرح الجريمة ومنزل المتهم لمطابقتها بعينات دم المجني عليه والمتهم، وبيان ما إذا كانت مطابقة من عدمه.
كما قررت النيابة عرض المتهم على القسم الفني المختص لبيان مدى تطابق صور الكاميرات التي رصدت تحركاته بعد الجريمة، مع شخصه، فضلًا عن إجراء تحليل DNA لإثبات العلاقة بين العينات المضبوطة والمجني عليه.
وتم إرسال الأدوات المستخدمة في الجريمة وتشمل سكينين، صاروخًا كهربائيًا، ومطرقة حديدية إلى الطب الشرعي لمعاينة آثار الدماء عليها وتحديد ما إذا كانت هي ذات الأدوات المستخدمة في القتل.
وفي سياق متصل، قررت جهات التحقيق تجديد حبس والد المتهم يوسف أيمن عبد الفتاح، وكذلك صاحب محل الموبايلات الذي اشترى هاتف المجني عليه قبل الحادثة، لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، لحين التأكد من مدى علمهما أو مشاركتهما في أي مرحلة من مراحل الجريمة.
من ناحية أخرى، استمعت النيابة إلى أقوال أحمد محمد مصطفى ومنى قاسم، والدي الضحية محمد أحمد محمد، اللذين أكدا أن ابنهما غادر المنزل صباح يوم الحادث كعادته، ولم يكن بينه وبين زميله أي خلاف ظاهر. وقال الأب المكلوم: «آخر مرة شفته فيها قالّي متتأخرش يا بابا.. وخرج وما رجعش».
وأكد محمد الجبلاوي، محامي أسرة المجني عليه، أن الأسرة تطالب بتحقيق العدالة الكاملة وكشف جميع من لهم علاقة بالجريمة، مشيرًا إلى أن بعض القرائن تُظهر أن الواقعة ربما كانت مخططة وليست وليدة لحظة غضب.
وكان اللواء أحمد عليان مدير مباحث مديرية أمن الإسماعيلية قد شكيل فريق بحث برئاسة العميد مصطفى عرفة رئيس مباحث المديرية، وعضوية المقدمين محمد هشام وأحمد جمال والنقيب محمود طارق، الذين نجحوا في تحديد هوية الجاني خلال ساعات قليلة وضبطه.
ولا تزال التحقيقات مستمرة لكشف جميع الملابسات والدوافع وراء الجريمة التي هزّت وجدان الشارع المصري، وخصوصًا أهالي الإسماعيلية، الذين يعيشون حالة من الذهول بعد التفاصيل التي خرجت من فم تلميذ لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره