مع كل موسم انتقالي بين الصيف والشتاء، تبدأ الشكوى المتكررة من “نزلات البرد” التي تهاجم الكبار والصغار على حد سواء.
وبين يوم دافئ وآخر بارد، يجد الجسم نفسه أمام تحدٍ صعب في التكيف مع التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة ما يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة فرص الإصابة بالأمراض التنفسية.
ومع اقتراب فصل الشتاء تزداد أهمية الوعي بطرق الوقاية والعلاج السليم لتفادي مضاعفات نزلات البرد.
تقلبات الجو بيئة مثالية للفيروسات
يشير الأطباء إلى أن التغير السريع في درجات الحرارة والرطوبة يوفر بيئة خصبة لانتشار فيروسات الجهاز التنفسي، خاصة فيروس الإنفلونزا والفيروس الأنفي المسبب لنزلات البرد.
فبينما يحاول الجسم التكيف مع الطقس، تتأثر المناعة مؤقتًا، مما يسهل على الفيروسات اختراق الجهاز التنفسي.
وغالبًا ما تكون الأماكن المغلقة والمزدحمة مثل المواصلات العامة والمدارس والجامعات هي البؤر الأساسية لانتقال العدوى.

الأعراض المميزة لنزلات البرد
تبدأ نزلة البرد عادة بأعراض خفيفة تتطور خلال يوم أو يومين، وتشمل:
- انسداد وسيلان الأنف
- التهاب الحلق
- السعال والعطس
- صداع خفيف
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة
- شعور عام بالتعب والإرهاق
ويؤكد الأطباء أن نزلات البرد تختلف عن الإنفلونزا، فالأخيرة تسبب حمى شديدة وآلامًا حادة في العضلات، وقد تستمر لأيام طويلة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
طرق الوقاية الفعالة من نزلات البرد
الوقاية تبدأ من تقوية المناعة، خاصة في الفترات التي تتقلب فيها درجات الحرارة بين النهار والليل، إليك أهم النصائح التي يقدمها خبراء الصحة:
- ارتداء الملابس المناسبة: لا تعتمد على حرارة النهار فقط، فبرودة المساء قد تفاجئك، لذا احرص على حمل ملابس إضافية خفيفة.
- التغذية الجيدة: تناول الأطعمة الغنية بفيتامين “C” مثل البرتقال، الليمون، الكيوي والفلفل الأحمر، لدورها في دعم جهاز المناعة.
- النوم الكافي: قلة النوم تضعف المناعة وتجعل الجسم أكثر عرضة للفيروسات.
- غسل اليدين باستمرار: لأن الفيروسات تنتقل بسهولة من الأسطح إلى الفم والأنف.
- تجنب الأماكن المزدحمة: خاصة في أوقات ذروة انتشار العدوى.
- شرب السوائل الدافئة: مثل الزنجبيل والعسل والليمون، فهي تخفف احتقان الحلق وتحافظ على ترطيب الجسم.
العلاج المنزلي لنزلات البرد
في معظم الحالات، يمكن التعامل مع نزلات البرد في المنزل دون الحاجة إلى مضادات حيوية، يوصي الأطباء بـ:
- الراحة التامة والنوم الجيد
- تناول المسكنات البسيطة مثل “الباراسيتامول” عند الضرورة
- استنشاق البخار للمساعدة في فتح مجرى الأنف
- الإكثار من تناول الأعشاب الدافئة
ويُحذر من الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، لأنها لا تؤثر على الفيروسات وتؤدي إلى ضعف المناعة مستقبلًا.
متى يجب زيارة الطبيب؟
رغم أن نزلات البرد تبدو بسيطة، إلا أن بعض الحالات تستدعي استشارة الطبيب فورًا، مثل:
- ارتفاع الحرارة لأكثر من 3 أيام
- ضيق في التنفس أو ألم في الصدر
- استمرار السعال بشكل حاد
- ظهور إفرازات صفراء أو خضراء كثيفة من الأنف
فقد تكون تلك العلامات دليلًا على التهاب بكتيري أو مضاعفات تستدعي علاجًا متخصصًا.
نزلات البرد ليست أمرًا بسيطًا كما يعتقد البعض، خاصة مع تكرارها في فترات تقلب الجو.
والوقاية منها تبدأ من العادات اليومية الصغيرة: نوم كافٍ، تغذية متوازنة، ووعي صحي دائم.
فمع كل تغير في الطقس، تذكّر أن مناعتك هي خط الدفاع الأول ضد المرض، والعناية بها مسؤوليتك قبل أن تكون علاجًا بعد الإصابة.
