نحذر من المجازر ونطالب بتحرك دولي عاجل

نحذر من المجازر ونطالب بتحرك دولي عاجل


 

تشهد مدينة الفاشر تصعيدًا عسكريًا خطيرًا وسط استمرار انتهاكات مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية.

ويأتي ذلك في وقت يحاول فيه الجيش السوداني إعادة تموضع قواته واستعادة زمام المبادرة، وسط تحليلات من الخبراء السودانيين حول تداعيات الأحداث والحاجة الماسة لتحرك دولي عاجل لحماية المدنيين وإيقاف الانتهاكات

 

صمود سكان الفاشر

قال المحامي والحقوقي السوداني الصادق علي حسن إن مدينة الفاشر شهدت سقوط المباني في أيادي البرابرة، وسقطت أسماء شخصيات مثل تأسيس، والهادي إدريس، وحجر، ومناوي، وجبريل، وقبل ذلك البرهان وزمرته، لكن إنسان المدينة الصامدة لم يسقط.

وأشار حسن لـ “الفجر”،  إلى أنه لا يوجد في التاريخ الإنساني منذ ظهور الإنسان مدينة تعرضت لحصار وقطع عن المأكل والدواء مثل الفاشر، مضيفًا أن أهل المدينة ظلوا مستبسلين بعزيمة إرادتهم المتجددة طوال أكثر من 500 يوم من الحصار، حيث اضطر المحاصرون إلى أكل الأمباز وجلود الحيوانات النافقة.

الصادق علي حسن 
الصادق علي حسن 

وأوضح أن صمود سكان الفاشر فاق خيال هوميروس في أسطورة حصار طروادة وقصة الحصان الخشبي، مؤكدًا أن الجرائم التي ارتكبها البرابرة ضد المدنيين لا تمت للبشرية بصلة، وموغلة في الوحشية والتجرد من القيم الإنسانية النبيلة.

وأضاف أن شباب المدينة، رغم المخاطر، كانوا يتسللون خارجها لجلب الطعام لأسرهم ويُقتلون في ظل صمت العالم، مستغربًا من من يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان بينما يتجاهل هذه الجرائم.

وأشار إلى أن المباني سقطت، لكن إنسان الفاشر لم يسقط، وسقطت عبادة المناصب والأموال وتجار الحرب، وسقطت شعارات ديمقراطية الدعم السريع وتأسيسها الزائف، كما سقط جبريل ومناوي وأعوانهم، مضيفًا أن المستقبل سيكون للأجيال القادمة بعد كشف الحقيقة وظهورها للعيان.

 

مجازر الدعم السريع

قالت الكاتبة الصحفية لينا هاشم إن مليشيا الدعم السريع ارتكبت مجازر مروعة في الفاشر راح ضحيتها عشرات المدنيين، وأشارت إلى أن المليشيا استهدفت الإعلام الحربي لإسكات صوت الحق واغتالت المراسلة الحربية آسيا الخليفة والناطق الرسمي بالقوات المشتركة العقيد أحمد حسين.

وأوضحت هاشم لـ “الفجر”، أن هذه الجرائم تأتي ضمن سلسلة انتهاكات مستمرة في إقليم دارفور، مؤكدة أن المعارك ما تزال مستمرة، وأن المليشيا تقوم بتصفية عدد كبير من المدنيين، بينهم كبار السن والمصابين، في تصعيد مميت وخطير.

لينا هاشم 
لينا هاشم 

وقالت هاشم إن المليشيا تستهدف كل من يحاول الفرار بالخطف أو القتل أو الاغتصاب، وتوظف النساء والأطفال كأدوات ترهيب وضغط بلا رحمة أو ضمير.

وأضافت أن الوضع الإنساني في دارفور وكردفان متدهور للغاية، بسبب استمرار القصف العشوائي وغياب الممرات الآمنة لإجلاء السكان أو إيصال المساعدات، ما تسبب في نزوح جماعي جديد وزيادة المعاناة في مناطق تعاني أصلًا من ضعف البنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية.

وأشارت إلى أن ما يجري في الفاشر يعد استمرارًا لسلسلة جرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل والفوري لحماية المدنيين وفتح تحقيق دولي في الانتهاكات.

 

تحليلات سياسية

اعتبر المحلل السياسي السماني عوض الله أن الأوضاع في السودان تمضي نحو مزيد من التصعيد، خاصة من قبل مليشيا الدعم السريع، بغرض فرض سيطرته على المزيد من المواقع للدخول في مفاوضات تحقق له مكاسب سياسية.

وقال عوض الله لـ “الفجر”، إن الدعم السريع يتحرك عادة عندما يشعر بوجود تحركات لوقف الحرب، ليؤكد وجوده، مضيفًا أن مدينة الفاشر، التي تعاني لأكثر من عامين، لن تكون نهاية المطاف للقوات المسلحة، بل بداية لتصحيح الأوضاع وتحقيق انتصارات أوسع.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي ظل يتفرج على الممارسات اللا أخلاقية التي تمارسها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، مؤكدًا أن القوات المسلحة في مرحلة إعادة تموضع لإحراز تقدم في الموقف العملياتي. وأوضح أن الفاشر كانت محاصرة من كل الاتجاهات لمدة عامين لكنها ظلت صامدة.

السماني عوض الله 
السماني عوض الله 

وأكد عوض الله على ضرورة تحرك دولي عاجل للحفاظ على حياة المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة لإيصال المعونات وممارسة الضغط على المليشيا لإيقاف الانتهاكات.

من جانبه، قال المحلل السياسي الطيب إبراهيم لـ “الفجر”، إن الانسحاب التكتيكي سيتيح للجيش إعادة التمركز من جديد وتعزيز موقفه العملياتي، واصفًا الخطوة بأنها ضرورية لتثبيت مواقع القوات المسلحة واستعادة زمام المبادرة.





تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *