كيم كارداشيان تعانى من تمدد الأوعية الدموية بالدماغ.. الحالة وأسبابها؟

كيم كارداشيان تعانى من تمدد الأوعية الدموية بالدماغ.. الحالة وأسبابها؟

أثارت نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية كيم كارداشيان موجة من الجدل والقلق بعد إعلانها عن إصابتها بتمدد في الأوعية الدموية بالدماغ، وهي حالة طبية خطيرة قد تهدد الحياة إذا لم تُكتشف وتُعالج في الوقت المناسب، جاء هذا الكشف خلال الحلقة الأولى من الموسم السابع من برنامجها الشهير “ذا كارداشيان”، حيث تحدثت كيم عن تجربتها الصحية غير المتوقعة التي اكتشفتها بالصدفة أثناء فحص روتيني بالرنين المغناطيسي، وفقا لموقع تايمز ناو.

وقالت كيم كارداشيان، البالغة من العمر 45 عامًا، لشقيقتها كورتني: “هناك، على ما يبدو، تمدد بسيط في الأوعية الدموية”، مشيرة إلى أن الأطباء اكتشفوا الحالة أثناء الفحص من دون ظهور أي أعراض سابقة، ورغم عدم إفصاحها عن مزيد من التفاصيل، إلا أن الخبر أثار اهتمام المتابعين والأطباء على حد سواء، خاصة بعد أن سلط الضوء على مدى انتشار هذه الحالة أكثر مما يتخيله كثيرون.

ووفقًا لتقارير طبية فإن تمدد الأوعية الدموية الدماغية هو انتفاخ أو بروز في منطقة ضعيفة من أحد الشرايين داخل الدماغ أو حوله، ينتج عن ضعف في جدار الشريان بسبب ضغط تدفق الدم المستمر ومع مرور الوقت، يمكن أن يتضخم هذا التمدد ويصبح أكثر هشاشة، ما يزيد من خطر تمزقه وحدوث نزيف دماغي مفاجئ يُعد من أخطر أنواع النزيف الداخلي.

ويشير الأطباء إلى أن ما بين 3 إلى 5% من سكان الولايات المتحدة قد يعانون من تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، وغالبًا ما يكون غير مكتشف لسنوات طويلة، إذ لا يُسبب أعراضًا واضحة إلا إذا ضغط على الأعصاب أو الأنسجة المحيطة.

أسباب تمدد الأوعية الدموية الدماغية

يُرجع الخبراء السبب الرئيسي لهذه الحالة إلى ضعف جدران الأوعية الدموية، والذي قد يكون ناتجًا عن عوامل وراثية أو مكتسبة. ففي بعض الحالات، يولد الشخص بخلل في تكوين جدار الشريان، ما يجعله أكثر عرضة لحدوث التمدد لاحقًا.

ومن أبرز العوامل الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة:
متلازمة مارفان
متلازمة إهلرز دانلوس الوعائية
مرض الكلى المتعدد الكيسات
خلل التنسج العضلي الليفي
التشوهات الشريانية الوريدية

كما تُعد العوامل الحياتية من المسببات الرئيسية التي تُضعف الشرايين مع مرور الوقت، مثل:
التدخين المزمن
ارتفاع ضغط الدم
التوتر المستمر ونقص النشاط البدني

الأعراض والتحذيرات المبكرة

غالبًا لا يُظهر تمدد الأوعية الدموية الدماغية أي أعراض حتى يكبر حجمه أو ينفجر، لكن بعض المرضى قد يشعرون بعلامات تحذيرية مثل:
صداع شديد ومفاجئ يوصف بأنه “أسوأ صداع في الحياة”
الغثيان والقيء
تصلب الرقبة
ازدواج أو عدم وضوح الرؤية
تدلي الجفون
ألم خلف العينين أو فوقهما
حساسية تجاه الضوء
نوبات أو فقدان مؤقت للوعي في الحالات المتقدمة

ويؤكد الأطباء أن تمزق تمدد الأوعية الدموية يُسبب نزيفًا تحت العنكبوتية، وهي حالة طارئة تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا، إذ قد تؤدي إلى تلف دائم في الدماغ أو الوفاة خلال دقائق.

العلاج والوقاية

يعتمد علاج تمدد الأوعية الدموية على حجمه وموقعه ومدى خطورته. وفي بعض الحالات البسيطة التي تُكتشف مبكرًا، يُكتفى بالمراقبة الدورية عبر الفحوصات التصويرية. أما في الحالات الأكثر خطرًا، فيلجأ الأطباء إلى جراحة دقيقة لغلق التمدد باستخدام مشابك معدنية أو من خلال القسطرة العلاجية.

وينصح الخبراء بالاهتمام بعوامل الوقاية للحد من خطر الإصابة، أهمها:
الإقلاع عن التدخين
السيطرة على ضغط الدم
تجنب الكحول والمخدرات
ممارسة الرياضة بانتظام
الحفاظ على نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه

وعي متزايد

يُذكر أن إعلان كيم كارداشيان عن حالتها ساهم في رفع مستوى الوعي العالمي حول هذا المرض الصامت، ودفع كثيرين إلى إجراء فحوصات وقائية. وقد لاقت تصريحاتها تعاطفًا واسعًا من جمهورها، خاصة أنها أشارت أيضًا إلى أن فترة زواجها السابقة أثرت سلبًا على صحتها النفسية والجسدية، ما يجعل من قصتها مثالًا على أهمية الاهتمام بالصحة الذهنية والبدنية معًا.

تمدد الأوعية الدموية الدماغية قد لا يظهر في العلن، لكنه يظل خطرًا كامناً يمكن أن يغير حياة الإنسان في لحظة. لذلك، يبقى الكشف المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة هما السلاح الأقوى للحفاظ على صحة الدماغ والوقاية من مضاعفات قد تكون مميتة.
 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *