قال اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، إن الموقف الإسرائيلي الداخلي بات أكثر ميلًا نحو التهدئة، بعد عامين من الحرب التي خلفت خسائر اقتصادية واجتماعية وعسكرية جسيمة، مشيرًا إلى أن الأوساط السياسية في تل أبيب بدأت تدرك أن استمرار القتال لن يجلب سوى مزيد من الأعباء.
وأضاف الشروف، خلال مداخلة على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن الحكومة الإسرائيلية باتت ترى في خيار السلام المخرج الوحيد من الأزمة المتفاقمة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تظل صاحبة القرار الأول والأخير في تحديد مسار أي تسوية مقبلة، وهو ما تجلى في زيارة المبعوث الأمريكي روبيو إلى إسرائيل، التي حملت رسائل واضحة برفض أي خطوات أحادية، خاصة ما يتعلق بضم الضفة الغربية.
وأشار إلى أن التراجع الإسرائيلي عن بعض التصريحات العدائية تجاه الدول العربية جاء نتيجة مباشرة للضغوط الأمريكية، التي تعتبر نجاح اتفاق شرم الشيخ ضمانة لاستقرار المنطقة بأكملها.
وفيما يتعلق بالتصريحات المتطرفة لبعض الوزراء الإسرائيليين، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أكد الشروف أنها لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية، لافتًا إلى وجود أطراف عديدة داخل الحكومة نفسها تعارض تلك الطروحات بشكل قاطع.
وأوضح، أن الداخل الإسرائيلي أصبح أكثر وعيًا بأن النهج العدواني لن يحقق أي مكاسب، بل سيزيد من عزلة إسرائيل السياسية، ويفتح الباب أمام تصعيد جديد لا تملك القدرة على احتماله، وهو ما يدفع نحو تبني سياسات أكثر واقعية في المرحلة المقبلة.
