
قال السفير ماجد عبد الفتاح مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة، إنّه يتطلع إلى أن تتسم إسرائيل بقدر أكبر من العقلانية في التعامل مع الموقف، وأن يكون تدخل الإدارة الأمريكية أكثر توازنًا منعا من الوصول إلى مرحلة التصعيد المتبادل.
نهج عدواني
وأضاف في مداخلة مع الإعلامية ريهام إبراهيم، عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، مساء الاثنين، أنّ السفيرة لانا نسيبة نائبة وزير الخارجية في الإمارات، قالت إن استمرار إسرائيل في هذا النهج من العدوانية ضد الدول العربية في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وغيرها قد يكون من شأنه أن يؤثر على السلام الذي يدور الحديث حوله في الإطار الإبراهيمي.
وتابع: “كما أنّ هناك إشارات أخرى صادرة صدرت عن مصر وصدرت عن الأردن، بأن هذه التصرفات الرعناء من جانب إسرائيل من شأنها التأثير على مسار العملية السلمية واتفاقات السلام التي يجرى تنفيذها ما بين الأطراف المعنية مصر والأردن من ناحية وإسرائيل من ناحية ثانية”.
الاستفزازات الدينية
وأردف: “إذًا هناك ضغط دولي متكامل للحد من عدوانية الإسرائيليين بشكل يمكن معه البدء في عملية تفاوضية حقيقية ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولًا إلى التسوية الشاملة وإلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.
وحول الاستفزازات الدينية وإعاقتها التعايش السلمي وتقييد فرص السلام، قال: “بلا شك، الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى ومنع المصلين من الوصول إلى المسجد، والاقتحامات لكنيسة المهد، والقصف الذي تعرضت له إحدى الكنائس مؤخرًا في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومات فيه 20 شخص يستفز المشاعر الإسلامية، وهو ما جعل دول منظمة التعاون الإسلامي تنضم للمجموعة العربية ولجامعة الدول العربية وتنظم مع السعودية القمتين اللتين جرى تنظيمهما وصدر عنهما القرار بتشكيل اللجنة الثمانية وهي 5 عرب و3 إسلاميين وللإشراف على تنفيذ حل الدولتين، وأشرفتا على انعقاد مؤتمر حل الدولتين في نيويورك على مرحلتين، مرحلة وزارية في نهاية شهر يوليو والمرحلة القمة التي تمت على هامش افتتاح الدورة 80 للجمعية العامة في سبتمبر هذا العام”.
هيمنة إقليمية
وأشار إلى أن فكرة إسرائيل الكبرى مرفوضة رفضًا قاطعًا من جميع الدول العربية، مشيرًا إلى أن الموقف العربي ثابت في رفض أي شكل من أشكال الهيمنة الإسرائيلية أو الإقليمية على المنطقة.
وأضاف أنّ الجامعة العربية على استعداد دائم للشراكة مع كل من يسعى إلى تحقيق السلام والأمن الإقليمي، ولكنها في الوقت ذاته ترفض تمامًا أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة العسكرية أو عبر دعم خارجي لمشروعات توسعية، موضحًا أنّ هذا الموقف ليس شخصيًا بل هو توجه رسمي ومتفق عليه في كل المستويات الوزارية والقمم العربية.
دعم السلطة الفلسطينية
وفي سياق متصل، أوضح السفير عبد الفتاح أن دعم السلطة الفلسطينية يتم عبر مسارين رئيسيين؛ الأول يتمثل في مؤتمر التعافي وإعادة الإعمار، الذي يهدف إلى تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة عملية الإعمار في قطاع غزة دون أي دور لحركة حماس، مشددًا على أن كل إجراءات إعادة الإعمار وإزالة الأنقاض وإعادة الخدمات الأساسية ستتم تحت إشراف السلطة الفلسطينية وحدها.
وأكد أن جامعة الدول العربية تدعو جميع الدول والمنظمات والمؤسسات المالية الدولية إلى المشاركة الفاعلة في هذا المؤتمر، دعمًا للسلطة الفلسطينية وتمكينًا لها من استعادة زمام الأمور في القطاع.
إعادة الإعمار
وذكر، السفير عبد الفتاح، أن المسار الثاني هو الآلية المالية التي أنشأها إعلان نيويورك، والتي تهدف إلى معالجة الأزمة المالية الخانقة التي تواجهها السلطة الفلسطينية نتيجة احتجاز إسرائيل لأموال المقاصة التي تبلغ نحو 3.8 مليار دولار.
وأشار إلى أن إعادة هذه الأموال ستعطي دفعة قوية لجهود الإعمار والتنمية في غزة، لافتًا، إلى أن هناك زخمًا دوليًا متزايدًا لدعم هذه الجهود، حيث أعلنت هولندا مشاركتها كشريك في تنظيم مؤتمر التعافي مع مصر، إلى جانب دعم من دول أوروبية وآسيوية وإسلامية ودول عدم الانحياز، وجميعها تسعى إلى تعزيز سلطة الحكومة الفلسطينية الشرعية وتمكينها من فرض سيطرتها الكاملة على جميع الفصائل داخل الأراضي الفلسطينية.
