
مع اقتراب الأسبوع الخامس من العام الدراسي 2025 – 2026، يعيش كثير من الطلاب حالة من التراجع في الهمة والحماس، بعد أن بدأت حرارة البداية تخفت قليلًا أمام ضغوط الجداول الدراسية والاختبارات القصيرة.
لكن الخبراء التربويين يؤكدون أن هذه الفترة هي الفرصة المثالية لإعادة الانطلاق من جديد، عبر خطة استراتيجية صغيرة تساعد الطلاب على استعادة توازنهم وتنشيط طاقاتهم الذهنية قبل أن تتراكم الدروس.
خطتك تبدأ من الأحد: نظّم وقتك بذكاء
أولى خطوات النجاح – كما يوضح أساتذة علم النفس التربوي – هي البدء بخطة أسبوعية واضحة تبدأ من مطلع الأسبوع المقبل، تتضمن أهدافًا قصيرة قابلة للإنجاز. وينصح الخبراء الطلاب بأن يضعوا لأنفسهم جدولًا متوازنًا يخصص فترات محددة للمذاكرة وأخرى للراحة أو الأنشطة الرياضية، موضحًا أن “الطالب الذي يعرف متى يدرس ومتى يرتاح هو الأكثر إنجازًا واستمرارية.
نظّف فوضى المكتب والعقل معًا
الخطوة الثانية – حسب الخبراء – هي تهيئة البيئة الدراسية. فالمكتب المزدحم بالأوراق والكتب العشوائية ينعكس على الذهن ويشتت الانتباه.
إن ترتيب المكان يعيد الإحساس بالسيطرة والنظام، مشددًا على ضرورة تخصيص مكان محدد للمذاكرة فقط، بعيدًا عن الهاتف أو الملهيات.
ابدأ بما تحب لتكسر حاجز الكسل
ويؤكد التربويون أن من الأخطاء الشائعة لدى الطلاب هو البدء بالمقررات الصعبة مباشرة، ما يولّد الإحباط سريعًا.
الأفضل – كما ينصح الخبراء – هو أن يبدأ الطالب بالمادة التي يفضلها ليستعيد ثقته بنفسه، ثم ينتقل تدريجيًا إلى المواد الأصعب.
“حين يشعر الطالب بأنه أنجز شيئًا في أول يوم، تزداد دافعيته تلقائيًا لبقية الأسبوع”.
ضع لنفسك أهدافًا صغيرة كل يوم
أما عن الجانب النفسي، فيرى المتخصصون أن الطالب يحتاج إلى تحفيز يومي بسيط، مثل مكافأة نفسه بعد إنجاز واجب صعب، أو تدوين إنجازاته في مفكرة. فالعقل البشري يستجيب بقوة للمكافأة، حتى لو كانت معنوية، كالاعتراف بالإنجاز أو إتاحة وقت للراحة بعد الجهد.
اجعل المراجعة عادة لا عبئًا
وفي نهاية الأسبوع، يُنصح الطلاب بأن يجعلوا من المراجعة الأسبوعية عادة دائمة، لا عقابًا متأخرًا. فمراجعة بسيطة مساء الخميس – كما يقول الخبراء – توفر أكثر من نصف الوقت لاحقًا عند اقتراب الامتحانات، وتجعل المعلومات أكثر ثباتًا واستدعاءً.
بداية جديدة… بطاقة إيجابية
ومع بدء الأسبوع الجديد، تبدو الفرصة سانحة لكل طالب ليقول لنفسه:
“لن أبدأ من الصفر، بل من التجربة.”
فما مضى من الشهر الأول ليس خسارة، بل مرحلة إعداد يمكن تحويلها إلى انطلاقة حقيقية نحو التفوق.
يكفي فقط أن تكون هناك خطة، والتزام، وثقة في النفس، لتتحول الأيام القادمة إلى نقطة تحول في مسار العام الدراسي كله.
