تأثير انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل على صحة الأم والجنين وطرق العلاج

تأثير انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل على صحة الأم والجنين وطرق العلاج

الحفاظ على ضغط دم صحي أثناء فترة الحمل أمر بالغ الأهمية لصحة الأم والجنين، ورغم أن ارتفاع ضغط الدم غالبًا ما يحظى باهتمام أكبر نظرًا للمخاطر المرتبطة به مثل تسمم الحمل، إلا أن انخفاض ضغط الدم شائع أيضًا، وبالنسبة لمعظم الحوامل، يُعد انخفاض ضغط الدم الخفيف غير ضار، وقد يزول بشكل طبيعي مع تكيف الجسم مع تغيرات الحمل، ومع ذلك، فإن انخفاض ضغط الدم بشكل حاد، خاصةً إذا كان مصحوبًا بأعراض مثل الدوخة، أو الإغماء، أو التعب، أو عدم وضوح الرؤية، قد يُشكل خطرًا على كلًا من الأم والجنين، وفقًا لتقرير موقع “Webmd”.

يعتبر الوعي والمراقبة المنتظمة والإدارة السليمة ضرورية لضمان حمل آمن وصحي للأم والجنين.

لماذا يتقلب ضغط الدم أثناء فترة الحمل؟

يقيس ضغط الدم قوة دفع الدم على جدران الشرايين أثناء ضخ القلب، وخلال فترة الحمل، يخضع جهاز الدورة الدموية لدى المرأة لتغيرات كبيرة لدعم نمو الجنين، مما قد يسبب تقلبات في ضغط الدم ويؤثر على صحة الأم بشكل عام، ومن الطبيعي أن ينخفض ضغط الدم، خاصةً خلال الثلثين الأول والثاني من الحمل، وغالبًا ما يعود إلى مستوياته قبل الحمل خلال الثلث الثالث.

ويراقب الأطباء ضغط الدم بانتظام خلال زيارات ما قبل الولادة لمتابعة صحة الأم والجنين، مما يساعد على الكشف المبكر عن المضاعفات المحتملة، ومع ذلك، قد يشير انخفاض ضغط الدم المستمر إلى مشكلات كامنة مثل الجفاف، أو نقص التغذية، أو اختلال التوازن الهرموني، أو مشكلات في القلب.

كيف يمكن أن يؤثر انخفاض ضغط الدم لدى الأم على نمو الجنين؟

تناولت دراسة نُشرت في مجلة لانسيت للصحة الإقليمية آثار انخفاض ضغط الدم المستمر لدى الأم أثناء الحمل، ووجد البحث ارتباطًا وثيقًا بين انخفاض ضغط الدم المستمر لدى الأمهات لأول مرة (النساء اللواتي لم يلدن من قبل)، وزيادة احتمالية ولادة أطفال صغار الحجم، ويشير هذا إلى أنه حتى في حالات الحمل غير المعقدة، يمكن أن يؤثر انخفاض ضغط الدم المزمن على نمو الجنين، مما يؤكد أهمية مراقبة ضغط دم الأم وإدارته طوال فترة الحمل.

أسباب انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في انخفاض ضغط الدم لدى الحوامل.. على النحو التالى:

التغيرات الفسيولوجية: تتوسع الأوعية الدموية لاستيعاب تدفق الدم المتزايد إلى الرحم، مما قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وخاصة في الأسابيع الـ24 الأولى.

الجفاف: عدم تناول كمية كافية من السوائل أو القيء المفرط يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حجم الدم، مما يؤدي إلى انخفاض الضغط.

نقص التغذية: نقص فيتامينات ب12، أو حمض الفوليك، أو الحديد قد يؤدي إلى فقر الدم، مما يساهم في انخفاض ضغط الدم.

أمراض القلب: انخفاض معدل ضربات القلب أو مشكلات الصمامات يمكن أن تؤثر على الدورة الدموية.

تأثيرات الأدوية: قد تؤدي بعض الأدوية الموصوفة إلى خفض ضغط الدم.

الراحة في الفراش لفترات طويلة أو نمط الحياة المستقر: يمكن أن يؤدي قلة النشاط لفترات طويلة إلى انخفاض الدورة الدموية.

الحمل خارج الرحم: قد يشير انخفاض ضغط الدم بشكل كبير في بداية الحمل إلى حدوث مضاعفات خطيرة، مثل الحمل خارج الرحم، مما يتطلب عناية طبية فورية.

أعراض انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل

على الرغم من أن العديد من الأمهات لا يعانين من أي أعراض، إلا أن بعض العلامات الشائعة لانخفاض ضغط الدم تشمل:

الدوخة أو الدوار، خاصة عند الوقوف بسرعة.
نوبات الإغماء أو ما يقرب من الإغماء.
الغثيان أو القيء.
التعب أو الضعف.
عدم وضوح الرؤية.
بشرة باردة أو رطبة أو شاحبة.
التنفس السريع أو الضحل.
العطش أو الجفاف غير المعتاد.
صعوبة التركيز.

ويجب على الأفراد الحوامل اللاتى يعانين من أي من هذه الأعراض الاتصال بالطبيب الخاص بهن على الفور.

المخاطر المرتبطة بانخفاض ضغط الدم

انخفاض ضغط الدم الخفيف لا يشكل ضررًا عادةً، ولكن الانخفاض الشديد أو المفاجئ في ضغط الدم قد يشكل مخاطر.. كما يلى:

السقوط والإصابات: يمكن أن تؤدي الدوخة أو الإغماء إلى وقوع حوادث، خاصة عند الوقوف أو المشي.

انخفاض تدفق الدم إلى الأعضاء: قد يؤدي انخفاض ضغط الدم بشكل خطير إلى الحد من توصيل الأكسجين والمواد المغذية إلى الأعضاء الحيوية، بما في ذلك المشيمة، مما يؤثر على نمو الجنين.

المضاعفات المحتملة: في حالات نادرة، قد يشير انخفاض ضغط الدم إلى حالات كامنة مثل النزيف الداخلي، أو اضطرابات القلب، أو الحمل خارج الرحم.

وعلى الرغم من أن الأبحاث حول التأثير المباشر لانخفاض ضغط الدم على الأطفال محدودة، فإن بعض الدراسات تشير إلى أنه قد يكون مرتبطًا بانخفاض الوزن عند الولادة أو قيود النمو، وغالبًا إلى جانب عوامل الخطر الأخرى.

تشخيص انخفاض ضغط الدم

يُقاس ضغط الدم باستخدام سوار ومقياس ضغط قياسيين، سواءً في العيادة أو في المنزل، وتساعد المراقبة المنتظمة الطبيب على تحديد ما إذا كانت القراءات ضمن النطاق الآمن، أو ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء فحوصات إضافية لاستبعاد الحالات المرضية الكامنة.

علاج وإدارة تقلبات ضغط الدم أثناء الحمل

في معظم الحالات، لا يتطلب انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل أي علاج، حيث يركز العلاج على معالجة الأعراض والأسباب الكامنة إن وجدت.

التدابير الواجب آخذها في الاعتبار في المنزل وعادات نمط الحياة للوقاية من المخاطر المرتبطة بانخفاض ضغط الدم

يمكن للنساء الحوامل إدارة انخفاض ضغط الدم من خلال تعديلات بسيطة في نمط حياتهم.. على النحو التالى:

حافظى على رطوبة جسمك: بتناول كميات كبيرة من الماء والسوائل على مدار اليوم.

تناول وجبات صغيرة ومتكررة: يمكنك منع انخفاض نسبة السكر في الدم عن طريق تجنب الوجبات الكبيرة التي قد تؤدي إلى تفاقم انخفاض ضغط الدم.

النهوض ببطء: قفِ تدريجيا من وضعية الجلوس أو الاستلقاء لتجنب الدوخة.

تجنب الوقوف لفترات طويلة: خذى فترات راحة واجلسى عندما تكون هناك حاجة لذلك.

ارتدِ ملابس فضفاضة ومريحة: فهي تساعد على تعزيز الدورة الدموية بشكل أفضل.

الحصول على الراحة: تساعد الراحة الكافية على تخفيف التوتر ودعم ضغط الدم الصحي.

متى تحتاجين لرعاية طبية؟

يلزم التدخل الطبي إذا كان انخفاض ضغط الدم شديدًا أو ناتجًا عن حالات مثل فقر الدم أو أمراض القلب، فقد يوصى الطبيب.. بما يلي:

المكملات الغذائية مثل (الحديد، وحمض الفوليك، وفيتامين ب12).
التعديلات في الأدوية التي قد تخفض ضغط الدم.
المراقبة الدقيقة في حالة استمرار انخفاض ضغط الدم أو ظهور أعراض ضغط الدم بعد الولادة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *